ضبط الجوده

مما لاشك فيه أن الاهتمام بجودة الانتاج بدأ مواكبا مع بدء تعلم الانسان للحرف وقد ازداد هذا الاهتمام مع الزمن .
كما أن ازدياد المدنية وتعقيداتها , وتعدد المنافسة بين الافراد ثم الشركات ثم الدول أدى إلى عمل اشتراطات دقيقة فى جودة المنتجات , وما زالت هذه الدقة تتطور بتطور أجهزة القياس تطورا هائلا بسبب الحاجة إليها للاغراض المطلوب تحقيقها , وفيما يلى سوف نتناول جوانب عديدة تتعلق بجودة المنتجات:
- الجودة .
- ضبط الجودة .
- أسس ضبط الجودة .
- تطور أنظمة الجودة .
- الاحتياج لجودة .
- تكاليف ضبط الجودة .
- فوائد ضبط الجودة .
- توكيد الجودة .




يقصد بكلمة الجودة ملائمة المنتج للاستعمال فى الغرض المخصص له بدرجة ترضى المستهلك , ويختلف مستوى الجودة المناسب للغرض فى مختلف الاحوال فعلى سبيل المثال فإن أنية الزهور الموجودة فى حديقة عامة تكون غير مناسبة وملائمة لوضعها فى بهو فندق من حيث المظهر الجمالى وتشطيب كل منهما , وترتبط الجودة ارتباطا وثيقا بالمال والوقت إذا كلما ارتفع مستوى الجودة زادت تكاليف الانتاج وبالتالى يزيد السعر .
وليس الهدف من تحقيق الجودة اذن ان نرفع مستوى الجودة الى اعلى درجاته وإنما الهدف لأساسا هو رضا المستهلك .

ثانيا ضبط الجودة :

وإذا كنا عرفنا كلمة الجودة ان يكون المنتج مناسبا لاستعماله فى الغرض المخصص له بدرجة ترضى المستهلك أما الضبط فيتطلب وجود متطلبات ومتابعة لتحقيق هذه المتطلبات والتدخل لمحاولة اصلاح اى انحراف عن المتطلبات يحدث أثناء تحقيقها , واذا طبقنا مفهوم الضبط فى مجال الجودة فإن المتطلبات تعنى المستويات القياسية للجودة والضبط يعنى محاولة إصلاح أى انحراف ينحرف بالجودة عن مستواها القياسى .
وعلى ذلك يمكن أن نعرف ضبط الجودة بأنه جميع الأنشطة والجهود التى يبذلها جميع العاملين بالمنشأة والتى تتضافر لتحقيق المستويات القياسية المنشودة للجودة .


ثالثا أسس ضبط الجودة :
إن الغرض الاساسى لنظام ضبط الجودة هو ضمان الجودة بأقل تكاليف ممكنة , ولايمكن الوصول لهذا الهدف بدون المنع والأقلال الى أقصى حد ممكن من حدوث الآنتاج المعيب.

وتوجد خمسة أسس لضبط الجودة ذات أهمية قصوى فى منع عيوب الانتاج وهى :

1- تحديد مستويات الجودة المطلوبة ( تصميم المنتج ).

أى وضع المواصفات التى خواص المنتج ( نوعا وقيمة ) والتى تتفق مع التصميم الذى وضعه
له , وفى هذه الحالة يجب أولا تحديد نوع الخواص الموجودة بالمنتج بل يجب تحديد أهم الخواص التى تتأثر جودة السلعة بها
بدرجة كبيرة .

2- قياس خصائص الجودة للمنتج :

ويحتاج ذلك الأمر الى أخذ عينات بانتظام من خط الانتاج . وتلعب طريقة سحب العينات دورا هاما , فى هذه الحالة ثم القيام
بالقياسات المطلوبة .

3- مقارنة القياسات الفعلية بمثيلاتها المحددة بالمواصفات :

عن طريق الساليب المختلفة لضبط الجودة الحصائى .

4- تقييم وتحليل الاختلافات بين المواصفات والنتائج الفعلية :

بمعرفة الاسباب التى أدت الى الانحرافات فى نتائج القياسات ( أى حدوث عدم المطابقة للمواصفات ) .
5- اتخاذ الاجراءات التصحيحية والوقائية لعدم المطابقة الحادثة :

وذلك عن طريق اتخاذ الاجراءات الفورية لتصحيح عدم المطابقة للمواصفات ثم معالجة الاسباب الجذرية لمنع حدوث عدم المطابقة مرة أخرى على المدى البعيد .


رابعا تطور أنظمة ضبط الجودة :


إذا نظرنا الى نشأة أنظمة ضبط الجودة فى عصرنا الحديث نجدها قد بدأت منذ نهاية القرن الماضى أى القرن التاسع عشر , ومن جهة النظر التاريخية نجد أن التغيرات الجوهرية لانظمة ضبط الجودة تحدث كل عشرين سنة تقريبا


1- ضبط الجودة عن طريق العامل :

يعتبر هذا النظام الخطوة الاولى فى تطور ضبط الجودة حيث كان العامل مسؤولا عن انتاج المنتج بأكمله ولذلك فهو يقوم فى النهاية بمراجعة ما ينتجه والتحكم فى جودته , وقد كان هذا النوع من الضبط سائدا حتى بداية القرن العشرين .


2- ضبط الجودة بواسطة رئيس العمال :

بدأت هذه المرحلة مع بداية القرن العشرين حيث نشأ الكثير من المصانع وبدأ ظهور نوع من التخصصية فى الاداء بمعنى أن كل مجموعة من العمال تقوم بأعمال متشابهة تجمع مع بعضها لانتاج منتج معين فى ظل وجود رئيسا لهولاء العمال يراقب جودة أعمالهم .


3- ضبط الجودة عن طريق الفحص :

أثناء الحرب العالمية الاولى بدأت نهضة صناعية حيث أصبح الانتاج اكثر تعقيدا مع زيادته الى حد كبير مما أدى الى ضرورة تعيين عمال متفرغين لعملية فحص المنتجات وضبط جودتها .


4- الضبط الاحصائى لجودة الانتاج :

ومع بداية الحرب العالمية الثانية بدأت النهضة الصناعية الكبرى فى العالم وبدأت المصانع فى اتخاذ الاساليب والمعدات الاتوماتيكية ( الاتوماتية ) لمواجهة الزيادة المطردة فى الاحتياجات . ومن هنا نشأة الحاجة الى نظام أخر لضبط الجودة على مثل هذه الكميات الهائلة من المنتجات .


5- الضبط المتكامل لجودة الانتاج :

وصولا الى هذه المرحلة كان ضبط الجودة ليس الا مجرد وسيلة لفحص المنتجات فقط وقد كان قاصرا الى حد كبير على حل ومتابعة
مشاكل الانتاج , ولكن مع بداية الستينات ظهر نظام الضبط المتكامل لجودة الانتاج , وهو عبارة عن نظام فعال لتكامل جميع عناصر الجودة لمختلف أقسام المصنع لكى تتنتج المنتجات على أقصى مستوى اقتصادى ممكن والذى يسمح برضا المستهلك رضا تاما فى النهاية .


6- إدارة الجودة الشاملة :

فى بداية الثمانينات تطور مفهوم الضبط المتكامل لجودة الانتاج ليصبح إدارة الجودة الشاملة وهو عبارة عن نظام إدارى وفنى متكامل يغطى كافة مراحل النشاط الصناعى بدءا من التخطيط وانتهاءا بمتابعة أداء المنتج ورضا العميل مرورا بمراحل التصنيع والتفتيش والتركيب وخدمة ما بعد البيع .ومن هنا انبثقت المواصفاتى القياسية الدولية الايزو 9000 التى ظهرت فى عام 1987 وعدلت فى عام 1994 وعام 2000 لضمان وتأكيد جودة النظام الذى ينتج المنتجات متعديا المفهوم القديم لجودة المنتجات فقط .

مع تحياتى

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا